فوائد صحية من صيام رمضان

كتبت - حسناء الشيمي بموقع الكونسلتو:

ساعات قليلة تفصلنا عن شهر رمضان المبارك، الذي ينتظره الجميع بفارغ الصبر، للاستفادة من فوائد الصيام المتعددة، إذ يساهم في تقنية الجسم من السموم، ويحفز الأعضاء الحيوية للعمل بكفاءة أكبر، وغيرها من الفوائد الأخرى، يستعرضها "الكونسلتو" في التقرير التالي، وفقًا للدكتور كريم جمال، أخصائي التغذية العلاجية، وعضو الجمعية المصرية للتغذية، وبحسب ما جاء بموقع "Healthline".

ماذا يحدث للجسم عند الصيام لمدة 30 يوم

1- التحكم في سكر الدم
يساعد الصيام على ضبط نسبة السكر بالدم، والحد من مقاومة الإنسولين، والسماح للجلوكوز بالوصول إلى خلايا الجسم عبر مجرى الدم بكفاءة أكبر، والتقليل من فرص الإصابة بالسكري.

2- مكافحة الالتهابات
وجدت بعض الدراسات أن الصيام يساهم في التخفيف من حدة الالتهابات المختلفة التي يعاني منها الجسم، ولكن يشترط أن يتم تناول أطعمة منخفض السعرات الحرارية، غنية بالفيتامينات ومضادات الأكسدة المفيدة في محاربة الالتهابات عند الإفطار والسحور

3- مفيد لصحة القلب
الصيام لمدة 30 يومًا، يساهم في ضبط ضغط الدم، وخفض نسبة الكوليسترول والدهون الثلاثية بالجسم، مما يعود بالنفع على صحة القلب والأوعية الدموية، وتقل فرص الإصابة بأمراض الشريان التاجي.


4- تعزيز صحة الدماغ
أظهرت بعض الدراسات أن الصيام قد يكون له تأثيرًا إيجابيًا على صحة الدماغ، إذ يساعد على إنتاج الخلايا العصبية المسئولة عن تعزيز الوظيفة الإدراكية.

وبما أن الصيام يساهم في مكافحة الالتهابات المختلفة، فهذا الأمر يساعد على الوقاية من الاضطرابات العصبية التنكسية، مثل ألزهايمر ومرض باركنسون (اضطراب يصيب الجهاز العصبي ويؤثر على الحركة).

5- فقدان الوزن
يساهم الصيام في خفض السعرات الحرارية الداخلة للجسم، ومع قلة تناول الطعام لفترات طويلة، تعتاد المعدة على هذا الوضع وينكمش حجمها.

وأشارت بعض الأبحاث إلى أن الصيام لعدد ساعات محددة من اليوم، ثبت أنه يساعد على تعزيز عملية التمثيل الغذائي، عن طريق زيادة مستويات الناقل العصبي norepinephrine، وبالتالي يصبح الجسم أكثر قدرة على حرق الدهون المتراكمة به.

وللاستفادة من الصيام في فقدان الوزن، يجب الابتعاد عن الأطعمة الدسمة والحلويات، واستبدالها بالخضروات والفواكه الغنية بالألياف التي تساعد على الشعور بالشبع والامتلاء لفترة طويلة.


6- إفراز هرمون النمو
الصيام لفترة طويلة، يساعد الأعضاء الحيوية على القيام بوظائفها الحيوية بكفاءة أكبر، ولا سيما الغدة الدرقية، فتصبح أكثر قدرة على إفراز هرمون النمو، الذي يساعد على فقدان الوزن وبناء الكتلة العضلية وتعزيز عملية التمثيل الغذائي.

والتحكم في مستويات السكر الذي يوفره الصيام للجسم، من شأنه أن يحفز الغدد الدرقية لإفراز المزيد من هرمون النمو، وهذا ما أكدته بعض الدراسات، حيث أشارت إلى أن هناك علاقة عكسية بين هرمون الإنسولين وهرمون النمو.

7- تجديد خلايا الجسم
الامتناع عن تناول الطعام لفترة طويلة، يوفر للجسم فرصة البحث عن الخلايا التالفة، لمهاجمتها والتخلص منها، وفي المقابل يبدأ الجسم في استعاضتها بخلايا أخرى سليمة

.

نظراً لطول فترة الصوم ينصح بشرب لترين علي الأقل  من الماء يوميًا بين الإفطار والسحور وذلك يشمل الشوربة والعصير والشاي،  لأن نقص السوائل والمعادن بالبدن خلال الصوم يتعب الجسم، لذلك التعويض عنها ضروري للاحتفاظ بالنشاط خلال الصوم .

-  ابدأ بشرب الماء أولاً عند الإفطار  ثم استرح حوالي 10 دقائق لاستيعاب أعضاء جسمك للماء قبل البدء بالأكل.

- تناول الفاكهة الطازجة والخضراوات، وخصوصا البطيخ والكانتالوب والخيار والفلفل الملون، لاحتوائها على نسبة عالية من المياه التي ترطب الجسم.

- تجنب شرب الصودا كبديل للماء عند الإفطار؛ لأنها لا ترطب الجسم وعلى العكس هي تقلل من رغبتك في شرب الماء.

- لاتسرف  في تناول الحلويات والمكسرات.

- تناول طبق من السلطة الخضراء و كوبًا من الزبادي أو اللبن الرائب خلال الإفطار والسحور.

- اترك الوجبات السريعة لاحتوائها على كثير من الدهون غير الصحية.

- تجنب شرب القهوة وخصوصا في السحور، ويمكن شرب السوائل مثل الشاي الأخضر والينسون والعصائر الطبيعيّة.

- تجنب في السحور أكل  الأطعمة المملحة كالرنجة والفسيخ أو ذات البهارات الزائدة، أو المعلبة أوالمكسرات المملحة و المخللات  ؛ لأنها تزيد احتياج الجسم للماء و بالتالي تزيد العطش عند الصوم

====================

وقال الدكتور محمد إبراهيم، أستاذ الميكروبيولوجيا الطبية والمناعة المتفرغ بطب جامعة المنيا لـ«صحتك بالدنيا»: 


النظام الصحيح هو الذي يعطى الجسم كفايته من العناصر الغذائية مع ممارسة الرياضة والنوم الكافى، فهذا يضمن تقوية المناعة، ولكن هذا لا يمنع أن للصيام دوراً في تقليل نسبة الإصابة بفيروس كورونا، بعدما أثبتت الدراسات أن هناك علاقة وثيقة بين الصوم وتقوية جهاز المناعة، فالصيام لعدة أيام متتالية يساعد على تقوية مناعة الجسم عبر إفراز بروتينات وخلايا مناعية جديدة في الدم، وتساعد هذه البروتينات والخلايا على تعزيز وظائف جهاز المناعة لمكافحة العدوى وتطهير الجسم من الفيروسات والبكتيريا ومقاومة الالتهابات، وتعزيز وظائف الدماغ، والمساهمة في خفض مستويات الكوليسترول في الجسم، والحفاظ على صحة القلب إضافة إلى علاج المشاكل المتعلقة بالجهاز الهضمي، والمحافظة على مستويات السكر في الدم وتعزيز صحة ومناعة الجلد»



ويؤكد د.عويضة أن الصيام يشجع المخ على زيادة البروتين «‪BDNF
هذا البروتين تصل زيادته أثناء الصيام إلى 400%، ويؤدي إلى إنتاج خلايا جديدة وتوصيل عصبي أكثر مما يؤدي إلى تقليل الجلطات، مع زيادة السيروتونين وتحسين الذاكرة وزيادة نشاط المخ، ويعد حجم وعدد الوجبات من الجوانب الأساسية للتغذية، التي يمكن أن يكون لها تأثيرات عميقة على صحة الإنسان وذاكرته، في حين يرتبط الإفراط في استهلاك الطاقة بزيادة حالات الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية ومرض السكري وبعض أنواع السرطان وهو سبب رئيسي للإعاقة والموت.
و الصيام يؤدى إلى زيادة إنتاج عامل التغذية العصبية المشتق في الدماغ، وهو بروتين‪BDNF) (
مما يؤدى لازدياد مقاومة الخلايا العصبية في المخ لأى خلل وظيفي وانخفاض في الاضطرابات العصبية،
وقد تحدث إشارات "بى دى إن إف" أيضا نتيجة للتأثيرات المفيدة للصيام، على تنظيم الجلوكوز ووظيفة القلب والأوعية الدموية

وشدد الدكتور محمد إبراهيم على أهمية تقوية الجهاز المناعي من خلال اتباع نظام غذائي صحي، خاصةً تناول المأكولات الغنية بالفيتامين «سي» كالليمون وممارسة الرياضة كالمشي يومياً لمدة نصف ساعة، والنوم المتواصل والجيد لمدة لا تقل عن 7 ساعات، والتخفيف من التوتر، خاصةً أنّ جهاز المناعة يحمي خلايا الجسم وأعضاءه من أى فيروسات، مع ضرورة الإقلاع عن التدخين، لأنّ النيكوتين يعمل على إرهاق جهاز المناعة، إذ يدخل الدخان الذي ينتج عبر النيكوتين إلى الرئتين، ما يسبب أعراضاً جانبية تجعل جهاز المناعة يتفاعل معها، وعندها تتوقف عمل الأغشية المخاطية في القصبات الهوائية، وبالتالي يمكن للبكتيريا والفيروسات العبور دون حماية عبرها، ويصبح الجسم عرضة أكثر للعدوى، بأى أنواع الفيروسات أو البكتيريا.
والصيام هو أفضل فرصة للمساعدة على الإقلاع عن التدخين، أو على الأقل تجنبه لساعات طويلة، أما عن الممنوعين من الصيام، فهم أصحاب الأمراض المزمنة، والأمراض المناعية، وهذا لا صلة له بكورونا، وإن كان إجباريا الآن، خاصة مع من يرفضون استخدام الرخصة الإلهية الممنوحة لهم.