جلال الدين السيوطي
جلال الدين السيوطي
http://sunnionline.us/arabic/2011/04/1077/
بقلم: : الشيخ أبو محمد البلوشي
بقلم: : الشيخ أبو محمد البلوشي
]الإمام الحافظ المؤرخ الأديب السيوطي
عايش إمام الدنيا جلال الدين السيوطي الحركة العلميّة في القرن الثامن الهجري, الذي كان أغنى حقب تاريخ الحضارة الإسلاميّة, غزارة علم, ونشاط تأليف, وانتشار معارف.. ممّا ساعد على ظهور طبقات الموسوعيين المتخصصين, مِن أمثال ابن خلدون مؤلف (العبر), والقلقشندي مؤلف (صبح الأعشى), وابن الخطيب مؤلف (الإحاطة), والنويري مؤلف (نهاية الأرب) , وغيرهم من الأعلام , كالصفدي , وابن السبكي, والسخاوي, ومَن في طبقتهم…
وجاء السيوطي ففاق هؤلاء جميعاً باطلاعه الواسع, وبغزارة انتاجه, فلم يكن السيوطي دارس علم , وقارئ كتاب , وناظم متن, وإنّما كانت قراءته لتراث عصره قراءة جديدة , واعية .. تميّز بها في بيئته العلمية, وفي محيطه الثقافي.. فهو يحلل, ويستوعب , ويضفي فهما طريفا, ورأيا أصيلا, يصوب ويهذب .. فأفاد , وأغنى, بحيث أوضح الغامض, وصحّح الخطأ, وجمع المتفرّق .. حتّى تجاوز إنتاجه الخمسمائة مؤلف في مختلف الفنون الثقافة الإسلاميّة.
اسمه ونسبه:
ترجم السيوطي لنفسه في أكثر من كتاب, يقول في كتابه ” حسن المحاضرة ” :
عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد بن سابق الدين بن الفخر عثمان بن (ناظر الدين) محمد بن (سيف الدين) خضر بن (نجم الدين أبي الصلاح) أيوب بن (ناصر الدين) محمد بن الشيخ همام الدين الهمام: الخضيري الأسيوطي.
يُلقَّب: بِجلال الدين. ويُكنَى : أبا الفضل.
عرّف السيوطي بنفسه, اقتداء بمن سلف من المحدثّين, فقال:
وإنما ذكرتُ ترجمتي في هذا الكتاب إقتداء بالمحدثين قبلي، فقلّ أن ألّف أحد منهم تاريخاً, إلّا ذكر ترجمته فيه، وممّن وقع له ذلك: الإمام عبد الغافر الفارسي في ” تاريخ نيسابور ” وياقوت الحموي: في ” معجم الأدباء ” ولسان الدين ابن الخطيب: في ” تاريخ غر ناطة ” ، والحافظ تقي الدين الفاسى في: ” تاريخ مكة “. والحافظ أبو الفضل بن حَجَر: في ” قضاء مصر “. وأبو شامة: في ” الروضتين ” ، وهو أورعهم وأزهدهم.
فأقول: أمّا جدّي الأعلى همام الدّين، فكان من أهل الحقيقة ومن مشايخ الطرق، ومَن دونه كانوا مِن أهل الوجاهة والرّياسة، منهم مَن ولي الحكم ببلده، ومنهم مَن، وَلِي الحِسْبة بها، ومنهم من كان تاجرا …
ولا أعلم مَن خدم العلم حقّ خدمته إلّا والدي.
أصله:
ينتمي السيوطي إلى أسرة كانت مستقرة في مدينة أسيوط , بمصر.
وأصل هذه الأسرة مِن المشرق, إذ انحدرت من أسرة فارسية كانت تعيش أول الأمر في بغداد, ثم استقرت في أسيوط منذ عدة أجيال ..
غير أنّ السيوطي لم ير مدينة أسيوط على الرغم من كثرة أسفاره.
وهو(السيوطي) يحدثنا عن نسبته في كتابه “حسن المحاضرة” فيقول:
وأما نسبتنا بالخضيري فلا أعلم ما تكون إليه نسبة هذه النسبة إلا الخضيرية، محلة ببغداد، وقد حدثني مَن أثق به أنّه سمع والدي رحمه اللهّ يذكر أنّ جده الأعلى كان أعجمياً، أو من الشرق، فالظاهر أنّ النسبة إلى المحلة المذكورة.
مولده:
أجمعت المصادر التي أرخت لحياة السيوطي أنّ مولده كان بالقاهرة, بعد المغرب , ليلة الأحد, مستهل رجب , سنة تسع وأربعين وثمانمائة 849ه.
اكتنفت ولادته حادثة طريفة, وذلك أنّ والده احتاج إلى كتاب , فامر زوجته أن تأتيه بالكتاب من مكتبته, فذهبت لتأتي به, فجاءها المخاض بين الكتب, فوضعته, فأطلق عليه: ابن الكتب. فكان هذا اللقب من الموافقات العجيبة إذ صار حقّا ابن الكتب حيث أفنى عمره في قراءتها وتدبّرها وحفظها وتأليفها.
نشأته:
وقد نشأ “السيوطي” في القاهرة يتيما , إذ مات والده , وعمره خمس سنوات, وقد أشار إلى ذلك بقوله عن نفسه:
ونشأتُ يتيماً فحفظتُ القرآن ولي دون ثماني سنين. ثمّ حفظتُ ” العمدة ” ، ” ومنهاج الفقه والأصول ” ، ” وألفية ابن مالك ” .
وكان والده شديد الحرص على أن ينشأ ولده نشأة علمية, فوجهه الوجهة الصالحة . وكان يحضره مجلس الحافظ ابن حجر رحمه الله.
وبعد هذه المرحلة التي تعتبر مرحلة أساسية شرع في طلب العلم, يقول:
وشرعتُ في الاشتغال بالعلم، من مستهل سنة أربع وستين. فأخذتُ الفقه والنحو عن جماعة من الشيوخ، وأخذت الفرائض عن العلامة فرضيّ زمانه, الشيخ شهاب الدين الشارمساحي.
ويبدو أنّ والده لم ينجب غير ولده عبدالرحمن , وقد عهد بالوصية عليه لبعض الفضلاء الصالحين , وعلى رأسهم كمال الدين بن الهمام الحنفي المتوفي سنة 861 ه.
وبعد وفاته عنى الشيخ كمال الدين الحنفي بتربية السيوطي الصغير عناية كاملة, واهتم به اهتماما بالغا, حتى صار إماما في مختلف الفنون. وله أياد بيضاء عليه.
أساتذته:
قال الشعراني نقلا عن شيخه السيوطي أنّه كان يقول: أخذتُ العلم عن ستمائة نفس.
من أشهرهم:
1 ــ شيخ الإسلام علم الدين البُلقيني.
2 ــ ابن علم الدين البلقيني.
3 ــ شهاب الدين الشارمساحي.
4 ــ شرف الدين المناوي.
5 ــ تقي الدين الشبلي الحنفي.
6 ــ محيي الدين الكافيجي.
7 ــ سيف الدين الحنفي.(محقق الديار المصرية)
8 ــ جلال الدين المحلي.
9 ــ زين الدين رضوان العقبي.
10 ــ شمس الدين السيرامي.
11ــ شمس الدين المرزباني الحنفي.
12ــ تقي الدين الشمني.
13ــ تقي الدين الحصفكي.
14ــ السخاوي.
15ــ محيي الدين بن عبدالقادر المالكي النحوي.
16 ــ شيخ الإسلام عزالدين الحنبلي.
رحمهم الله جميعاً.
يقول السيوطي عن تاريخ هذه المرحلة:
وأجِزْتُ بتدريس العربية في مستهل سنة ست وستين، وقد ألّفتُ في هذه السنة، فكان أوّل شيء ألفتُه شرح الإستعاذة والبسملة، وأوقفتُ عليه شيخنا شيخ الإسلام علم الدين البُلقيني، فكتب عليه تقريظاً، ولازمتُه في الفقه إلى أن مات … ثم لازمتُ ابنه حتى مات .. وأجازني بالتدريس والإفتاء من سنة ست وسبعين، وحضر تصديري، فلما توفي لزمت شيخ الإسلام شرف الدين المناوي، فقرأتُ عليه قطعة من المنهاج … وسمعتُ دروساً من شرح البهجة … ومن تفسير البيضاوي .
ولزمتُ في الحديث والعربية شيخنا الإمام العلامة تقي الدين الشبلي الحنفي، فواظبته أربع سنين، وكتب لي تقريظاً على شرح ألفية ابن مالك, وعلى جمع الجوامع في العربية تأليفي، وشهد ليِ غير مرة بالتقدم في العلوم بلسانه وبنانه… ولم أنفكّ عن الشيخ إلى أن مات.
ولزمتُ شيخنا العلّامة أستاذ الوجود محي الدّين الكافيجي أربع عشرة سنة، فأخذتُ عنه الفنون من التفسير والأصول والعربية والمعاني وغير ذلك. وكتب لي إجازة عظيمة.
وقد أخذ السيوطي عن غيرهم من المالكية والحنابلة، وعدة شيوخه إجازة وقراءة وسماعا, نحو مائة وخمسين شيخا, وقد جمعهم في معجمه .
رحلاته:
يشير السيوطي رحمه الله إلى رحلاته , يقول:
سافرتُ بحمد الله تعالى إلى بلاد الشام والحجاز واليمن والهند والمغرب والتكرور, ولمّا حججتُ شربتُ من ماء زمزم , لأمور ؛ منها أن أصل في الفقه إلى رتبة الشيخ سراج الدين البلقيني , وفي الحديث إلى رتبة الحافظ ابن حجر.
تلاميذه:
1 ــ عبدالوهاب بن أحمد الشعراني الشافعي المصري.
2 ــ محمد بن أحمد بن إياس .
3 ــ محمد بن عبدالرحمن العلقمي .
4 ــ محمد بن علي بن أحمد شمس الدين المالكي.
5 ــ عبد الرحمن بن أحمد الشمني.
6 ــ عبد القادر بن محمد بن أحمد الشاذلي: فاضل شافعي مؤذن. وغيرهم كثير.
من صفاته:
لم يكن السيوطي مؤلفاً ومصنّفاً فحسب , بقدر ما كان أستاذا متمكناً, وعالماً متبحراً, وفقيهاً ضليعاً, ومحدثاً بليغاً, و زاهداً ورعاً…
ولي مشيخة الحديث بالشيخونية, ومشيخة التصوف بتربة برقوق نائب الشام, واستقر في مشيخة البيبرسية بعد الجلال البكري إلى أن صرفه عنها السلطان الملك طومانباي الأول يوم الإثنين, ثاني عشر رجب سنة ست وتسعمائة, حين تحزب عليه جمع من مشايخ المدرسة, بسبب يبسه معهم ومعاندته لهم, بحيث أخرج وظائف كثيرة عنهم, وقرر فيها غيرهم, وحصل له إهانات من ترسيم وإساءات وأمر بنفي, وكانت حكايات كما يقول صاحب (البدر الطالع) فيما علقه على الضوء اللامع بخطه…
ولما بلغ عمره أربعين سنة, تزهد واعتزل الناس، وخلا بنفسه في روضة المقياس، على النيل، منزويا عن أصحابه جميعا، كأنه لا يعرف أحدا منهم، فألف أكثر كتبه.
وكان الأغنياء والأمراء يزورونه, فلا يقوم لهم, ويعرضون عليه الأموال والهدايا فيردّها.
وطلبه السلطان مرارا فلم يحضر إليه، وأرسل إليه هدايا فردها.
وعُرضت عليه مشيخة البيبرسية سنة 909 فامتنع من قبولها واستمر على انقطاعه، وأهدى إليه السلطان الملك الأشرف قانصوه الغوري خصيا, وألف دينار فردّ الألف, وأخذ الخصي, فأعتقه, وجعله خادما في الحجرة النبوية,
وقال لقاصد السلطان لا تعد تأتينا بهدية قط فان الله تعالى أغنانا عن مثل ذلك.
وطلبه السلطان مرارا فلم يحضر إليه, على ما ذكره النجم الغزي في “الكواكب السائرة”. وابن العماد في “شذرات الذهب”.
وكان بينه وبين معاصريه منافسة, كالسخاوي والديمي … قال السخاوي: إنّ له مؤلفات كثيرة, مع كثرة ما يقع له من التحريف والتصحيف فيها, وما ينشأ عن عدم فهم المراد, لكونه لم يزاحم الفضلاء في دروسهم, ولا جلس بينهم في مسائهم وتعريسهم, بل استبد بالأخذ من بطون الدفاتر والكتب، وأخذ من كتب المحمودية وغيرها كثيرا من التصانيف القديمة, التي لا عهد لكثير من العصريين بها في فنون, فغيّر فيها شيئا يسيرا وقدّم وأخّر, ونسبها لنفسه, وهول في مقدماتها اه.
ويرى البعض أنّ كلا من الثلاثة كان فردا في فنّه مع المشاركة في غيره, فالسخاوي تفرد بمعرفة علل الحديث, والديمي بأسماء الرجال, والسيوطي بحفظ المتون .
ومن شعره:
فوّض أحاديث الصفا * ت ولا تشبه أو تعطل
إن رمت إلّا الخوض في * تحقيق معضلة فأول
إنّ المفوض سالم * ممّا تكلّفه المؤول
كتبه:
له نحو 600 مصنف، منها الكتاب الكبير، والرسالة الصغيرة.
من كتبه: (الإتقان في علوم القرآن) و (إتمام الدراية لقراء النقاية ) و (الأحاديث المنيفة) و (الأرج في الفرج) و (الاذدكار في ما عقده الشعراء من الآثار) و (إسعاف المبطأ في رجال الموطأ ) و (الأشباه والنظائر) في العربية، و (الاشباه والنظائر ) في فروع الشافعية، و (الاقتراح ) في أصول النحو، و (الاكليل في استنباط التنزيل) و (الألفاظ المعربة ) و (الألفية في مصطلح الحديث)
و (الألفية في النحو) واسمها (الفريدة) وله شرح عليها، و (إنباه الاذكياء لحياة الانبياء ) رسالة، و (بغية الوعاة، في طبقات اللغويين والنحاة ) و (التاج في إعراب مشكل المنهاج ) و (تاريخ أسيوط) و (تاريخ الخلفاء) و (التحبير لعلم التفسير ) و (تحفة المجالس ونزهة المجالس) و (تحفة الناسك ) و (تدريب الراوي ) في شرح تقريب النواوي، و (ترجمان القرآن ) و (تفسير الجلالين ) و (تنوير الحوالك في شرح موطأ الامام مالك ) و (الجامع الصغير ) في الحديث، و (جمع الجوامع، ويعرف بالجامع الكبير) ستة أجزاء، كتب سنة 973 في خزانة القرويين وفي الظاهرية، و (الحاوي للفتاوي ) و (حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة و(الخصائص والمعجزات النبوية)
و (در السحابة، في مَن دخل مصر من الصحابة ) و (الدر المنثور في التفسير بالمأثور ) ستة أجزاء، و (الدر النثير في تلخيص نهاية ابن الأثير ) و (الدراري في أبناء السراري ) و (الدرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة ) و (الديباج على صحيح مسلم بن الحجاج ) و (ديوان الحيوان ) اختصره من حياة الحيوان للدميري، وقد ترجم إلى اللاتينية، و (رشف الزلال ) ويعرف بمقامة النساء، و (زهر الربى ) في شرح سنن النسائي، و (زيادات الجامع الصغير ) مرتبة على الحروف، و (السبل الجلية في الآباء العلية ) و (شرح شواهد المغني ) سماه (فتح القريب) و (الشماريخ في علم التاريخ ) رسالة، و (صون المنطق والكلام، عن فن المنطق والكلام ) و (طبقات الحفاظ ) و (طبقات المفسرين ) و (عقود الجمان في المعاني والبيان ) أرجوزة، و (عقود الزبرجد على مسند الامام أحمد ) و (قطف الثمر في موافقات عمر) و (كوكب الروضة ) في ذكر جزيرة الروضة (مقامات ) 24 رسالة في مباحث مختلفة، بخزانة الرباط (د 296) و (اللآلي المصنوعة في الاحاديث الموضوعة ) و (لب اللباب في تحرير الانساب ) و (لباب النقول في أسباب النزول ) و (ما رواه الأساطين في عدم المجئ إلى السلاطين ) و (متشابه القرآن ) و (مجموعان) مخطوطان، يشتملان على 43 رسالة – ذكر أسماءها حبيب الزيات في (خزائن الكتب) – و (المحاضرات والمحاورات) و (المذهب في ما وقع في القرآن من المعرب ) و (المزهر ) في اللغة، و (مسالك الحنفا في والدي المصطفى ) و (المستطرف من أخبار الجواري ) و (مشتهى العقول في منتهى النقول ) و (مصباح الزجاجة ) في شرح سنن ابن ماجه، و (مفحمات الأقران في مبهمات القرآن ) و (مقامات ) في الأدب، و (مناقب أبي حنيفة ) و (مناقب مالك ) و (مناهل الصفا في تخريج أحاديث الشفا ) و (المنجم في المعجم ) ترجم به أشياخه، و (نزهة الجلساء في أشعار النساء ) في الظاهرية، و (النفحة المسكية والتحفة المكية – خ) في عدة علوم، و (نواهد الابكار – خ) حاشية على البيضاوي، و (همع الهوامع ) في النحو، و (الوسائل إلى معرفة الاوائل – خ) وغير ذلك .
وانصرف إلى الجمع والتأليف وهو صغير, فبلغت عدة مؤلفاته نحو ستمائة, ما بين رسائل في ورقة, أو ورقتين, وكتب في عدة مجلدات، والغالب في مصنفاته تلخيص كتب الآخرين, فقيمتها العلمية توزن بقدر ما لصاحب الأصل مِن التحقيق، والتضارب الواقع بين أقواله في كتبه, إنّما يأتي من اختلاف آراء أصحاب الكتب, التي يقوم هو باختصارها, حيث لا يتسع له الوقت لتمحيصها وترجيح الراجح منها..
قال تلميذه الشمس الداوودي المالكي مؤلف طبقات المفسرين الكبرى:
عاينتُ الشيخ, وقد كتب في يوم واحد ثلاثة كراريس, تأليفا وتحريرا, وكان مع ذلك يملي الحديث, ويجيب عن المتعارض منه بأجوبة حسنة اه.
ومَن يكون بهذا الإسراع طول عمره, لا يتسنّى له تحقيق ما يدوّنه, بل كثيرا ما تفوته مواضع الفائدة من الأصول التى يلخصها…
وفاته:
وكانت وفاته في سحر ليلة الجمعة (19) جمادى الأولى, سنة 911 ه.
ودفن في “حوش قوصون” خارج باب القرافة, بمصر. كما في ذيل الشعراني والكواكب السائرة والشذرات.
و”حوش قوصون” هذا تحت القلعة لا عند جامعه الكبير على ما حقّقه أحمد تيمور باشا في كتابه (قبر الإمام السيوطي). أغدق الله على ضريحه سحائب رحمته وأدخله فسيح جنّته.
الكاتب: الشيخ أبو محمد البلوشي
*****************************
من مراجع الترجمة:
الأعلام للزركلي – (ج 3 / ص 302)
طبقات المفسرين – للإمام السيوطي (ج 1 / ص 1)
ذيل تذكرة الحفاظ – للذهبي (المقدمة بقلم الكوثري) (ج 1 / ص 6)
منهج الإمام السيوطي وجهوده في علوم القرآن والتفسير. رسالة الدكتوراه. إعداد: الحسن بن سوردي . جامعة محمد الخامس , الرباط.
أزهار الرياض في أخبار القاضي عياض – (ج 1 / ص 254)
اسمه ونسبه:
ترجم السيوطي لنفسه في أكثر من كتاب, يقول في كتابه ” حسن المحاضرة ” :
عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد بن سابق الدين بن الفخر عثمان بن (ناظر الدين) محمد بن (سيف الدين) خضر بن (نجم الدين أبي الصلاح) أيوب بن (ناصر الدين) محمد بن الشيخ همام الدين الهمام: الخضيري الأسيوطي.
يُلقَّب: بِجلال الدين. ويُكنَى : أبا الفضل.
عرّف السيوطي بنفسه, اقتداء بمن سلف من المحدثّين, فقال:
وإنما ذكرتُ ترجمتي في هذا الكتاب إقتداء بالمحدثين قبلي، فقلّ أن ألّف أحد منهم تاريخاً, إلّا ذكر ترجمته فيه، وممّن وقع له ذلك: الإمام عبد الغافر الفارسي في ” تاريخ نيسابور ” وياقوت الحموي: في ” معجم الأدباء ” ولسان الدين ابن الخطيب: في ” تاريخ غر ناطة ” ، والحافظ تقي الدين الفاسى في: ” تاريخ مكة “. والحافظ أبو الفضل بن حَجَر: في ” قضاء مصر “. وأبو شامة: في ” الروضتين ” ، وهو أورعهم وأزهدهم.
فأقول: أمّا جدّي الأعلى همام الدّين، فكان من أهل الحقيقة ومن مشايخ الطرق، ومَن دونه كانوا مِن أهل الوجاهة والرّياسة، منهم مَن ولي الحكم ببلده، ومنهم مَن، وَلِي الحِسْبة بها، ومنهم من كان تاجرا …
ولا أعلم مَن خدم العلم حقّ خدمته إلّا والدي.
أصله:
ينتمي السيوطي إلى أسرة كانت مستقرة في مدينة أسيوط , بمصر.
وأصل هذه الأسرة مِن المشرق, إذ انحدرت من أسرة فارسية كانت تعيش أول الأمر في بغداد, ثم استقرت في أسيوط منذ عدة أجيال ..
غير أنّ السيوطي لم ير مدينة أسيوط على الرغم من كثرة أسفاره.
وهو(السيوطي) يحدثنا عن نسبته في كتابه “حسن المحاضرة” فيقول:
وأما نسبتنا بالخضيري فلا أعلم ما تكون إليه نسبة هذه النسبة إلا الخضيرية، محلة ببغداد، وقد حدثني مَن أثق به أنّه سمع والدي رحمه اللهّ يذكر أنّ جده الأعلى كان أعجمياً، أو من الشرق، فالظاهر أنّ النسبة إلى المحلة المذكورة.
مولده:
أجمعت المصادر التي أرخت لحياة السيوطي أنّ مولده كان بالقاهرة, بعد المغرب , ليلة الأحد, مستهل رجب , سنة تسع وأربعين وثمانمائة 849ه.
اكتنفت ولادته حادثة طريفة, وذلك أنّ والده احتاج إلى كتاب , فامر زوجته أن تأتيه بالكتاب من مكتبته, فذهبت لتأتي به, فجاءها المخاض بين الكتب, فوضعته, فأطلق عليه: ابن الكتب. فكان هذا اللقب من الموافقات العجيبة إذ صار حقّا ابن الكتب حيث أفنى عمره في قراءتها وتدبّرها وحفظها وتأليفها.
نشأته:
وقد نشأ “السيوطي” في القاهرة يتيما , إذ مات والده , وعمره خمس سنوات, وقد أشار إلى ذلك بقوله عن نفسه:
ونشأتُ يتيماً فحفظتُ القرآن ولي دون ثماني سنين. ثمّ حفظتُ ” العمدة ” ، ” ومنهاج الفقه والأصول ” ، ” وألفية ابن مالك ” .
وكان والده شديد الحرص على أن ينشأ ولده نشأة علمية, فوجهه الوجهة الصالحة . وكان يحضره مجلس الحافظ ابن حجر رحمه الله.
وبعد هذه المرحلة التي تعتبر مرحلة أساسية شرع في طلب العلم, يقول:
وشرعتُ في الاشتغال بالعلم، من مستهل سنة أربع وستين. فأخذتُ الفقه والنحو عن جماعة من الشيوخ، وأخذت الفرائض عن العلامة فرضيّ زمانه, الشيخ شهاب الدين الشارمساحي.
ويبدو أنّ والده لم ينجب غير ولده عبدالرحمن , وقد عهد بالوصية عليه لبعض الفضلاء الصالحين , وعلى رأسهم كمال الدين بن الهمام الحنفي المتوفي سنة 861 ه.
وبعد وفاته عنى الشيخ كمال الدين الحنفي بتربية السيوطي الصغير عناية كاملة, واهتم به اهتماما بالغا, حتى صار إماما في مختلف الفنون. وله أياد بيضاء عليه.
أساتذته:
قال الشعراني نقلا عن شيخه السيوطي أنّه كان يقول: أخذتُ العلم عن ستمائة نفس.
من أشهرهم:
1 ــ شيخ الإسلام علم الدين البُلقيني.
2 ــ ابن علم الدين البلقيني.
3 ــ شهاب الدين الشارمساحي.
4 ــ شرف الدين المناوي.
5 ــ تقي الدين الشبلي الحنفي.
6 ــ محيي الدين الكافيجي.
7 ــ سيف الدين الحنفي.(محقق الديار المصرية)
8 ــ جلال الدين المحلي.
9 ــ زين الدين رضوان العقبي.
10 ــ شمس الدين السيرامي.
11ــ شمس الدين المرزباني الحنفي.
12ــ تقي الدين الشمني.
13ــ تقي الدين الحصفكي.
14ــ السخاوي.
15ــ محيي الدين بن عبدالقادر المالكي النحوي.
16 ــ شيخ الإسلام عزالدين الحنبلي.
رحمهم الله جميعاً.
يقول السيوطي عن تاريخ هذه المرحلة:
وأجِزْتُ بتدريس العربية في مستهل سنة ست وستين، وقد ألّفتُ في هذه السنة، فكان أوّل شيء ألفتُه شرح الإستعاذة والبسملة، وأوقفتُ عليه شيخنا شيخ الإسلام علم الدين البُلقيني، فكتب عليه تقريظاً، ولازمتُه في الفقه إلى أن مات … ثم لازمتُ ابنه حتى مات .. وأجازني بالتدريس والإفتاء من سنة ست وسبعين، وحضر تصديري، فلما توفي لزمت شيخ الإسلام شرف الدين المناوي، فقرأتُ عليه قطعة من المنهاج … وسمعتُ دروساً من شرح البهجة … ومن تفسير البيضاوي .
ولزمتُ في الحديث والعربية شيخنا الإمام العلامة تقي الدين الشبلي الحنفي، فواظبته أربع سنين، وكتب لي تقريظاً على شرح ألفية ابن مالك, وعلى جمع الجوامع في العربية تأليفي، وشهد ليِ غير مرة بالتقدم في العلوم بلسانه وبنانه… ولم أنفكّ عن الشيخ إلى أن مات.
ولزمتُ شيخنا العلّامة أستاذ الوجود محي الدّين الكافيجي أربع عشرة سنة، فأخذتُ عنه الفنون من التفسير والأصول والعربية والمعاني وغير ذلك. وكتب لي إجازة عظيمة.
وقد أخذ السيوطي عن غيرهم من المالكية والحنابلة، وعدة شيوخه إجازة وقراءة وسماعا, نحو مائة وخمسين شيخا, وقد جمعهم في معجمه .
رحلاته:
يشير السيوطي رحمه الله إلى رحلاته , يقول:
سافرتُ بحمد الله تعالى إلى بلاد الشام والحجاز واليمن والهند والمغرب والتكرور, ولمّا حججتُ شربتُ من ماء زمزم , لأمور ؛ منها أن أصل في الفقه إلى رتبة الشيخ سراج الدين البلقيني , وفي الحديث إلى رتبة الحافظ ابن حجر.
تلاميذه:
1 ــ عبدالوهاب بن أحمد الشعراني الشافعي المصري.
2 ــ محمد بن أحمد بن إياس .
3 ــ محمد بن عبدالرحمن العلقمي .
4 ــ محمد بن علي بن أحمد شمس الدين المالكي.
5 ــ عبد الرحمن بن أحمد الشمني.
6 ــ عبد القادر بن محمد بن أحمد الشاذلي: فاضل شافعي مؤذن. وغيرهم كثير.
من صفاته:
لم يكن السيوطي مؤلفاً ومصنّفاً فحسب , بقدر ما كان أستاذا متمكناً, وعالماً متبحراً, وفقيهاً ضليعاً, ومحدثاً بليغاً, و زاهداً ورعاً…
ولي مشيخة الحديث بالشيخونية, ومشيخة التصوف بتربة برقوق نائب الشام, واستقر في مشيخة البيبرسية بعد الجلال البكري إلى أن صرفه عنها السلطان الملك طومانباي الأول يوم الإثنين, ثاني عشر رجب سنة ست وتسعمائة, حين تحزب عليه جمع من مشايخ المدرسة, بسبب يبسه معهم ومعاندته لهم, بحيث أخرج وظائف كثيرة عنهم, وقرر فيها غيرهم, وحصل له إهانات من ترسيم وإساءات وأمر بنفي, وكانت حكايات كما يقول صاحب (البدر الطالع) فيما علقه على الضوء اللامع بخطه…
ولما بلغ عمره أربعين سنة, تزهد واعتزل الناس، وخلا بنفسه في روضة المقياس، على النيل، منزويا عن أصحابه جميعا، كأنه لا يعرف أحدا منهم، فألف أكثر كتبه.
وكان الأغنياء والأمراء يزورونه, فلا يقوم لهم, ويعرضون عليه الأموال والهدايا فيردّها.
وطلبه السلطان مرارا فلم يحضر إليه، وأرسل إليه هدايا فردها.
وعُرضت عليه مشيخة البيبرسية سنة 909 فامتنع من قبولها واستمر على انقطاعه، وأهدى إليه السلطان الملك الأشرف قانصوه الغوري خصيا, وألف دينار فردّ الألف, وأخذ الخصي, فأعتقه, وجعله خادما في الحجرة النبوية,
وقال لقاصد السلطان لا تعد تأتينا بهدية قط فان الله تعالى أغنانا عن مثل ذلك.
وطلبه السلطان مرارا فلم يحضر إليه, على ما ذكره النجم الغزي في “الكواكب السائرة”. وابن العماد في “شذرات الذهب”.
وكان بينه وبين معاصريه منافسة, كالسخاوي والديمي … قال السخاوي: إنّ له مؤلفات كثيرة, مع كثرة ما يقع له من التحريف والتصحيف فيها, وما ينشأ عن عدم فهم المراد, لكونه لم يزاحم الفضلاء في دروسهم, ولا جلس بينهم في مسائهم وتعريسهم, بل استبد بالأخذ من بطون الدفاتر والكتب، وأخذ من كتب المحمودية وغيرها كثيرا من التصانيف القديمة, التي لا عهد لكثير من العصريين بها في فنون, فغيّر فيها شيئا يسيرا وقدّم وأخّر, ونسبها لنفسه, وهول في مقدماتها اه.
ويرى البعض أنّ كلا من الثلاثة كان فردا في فنّه مع المشاركة في غيره, فالسخاوي تفرد بمعرفة علل الحديث, والديمي بأسماء الرجال, والسيوطي بحفظ المتون .
ومن شعره:
فوّض أحاديث الصفا * ت ولا تشبه أو تعطل
إن رمت إلّا الخوض في * تحقيق معضلة فأول
إنّ المفوض سالم * ممّا تكلّفه المؤول
كتبه:
له نحو 600 مصنف، منها الكتاب الكبير، والرسالة الصغيرة.
من كتبه: (الإتقان في علوم القرآن) و (إتمام الدراية لقراء النقاية ) و (الأحاديث المنيفة) و (الأرج في الفرج) و (الاذدكار في ما عقده الشعراء من الآثار) و (إسعاف المبطأ في رجال الموطأ ) و (الأشباه والنظائر) في العربية، و (الاشباه والنظائر ) في فروع الشافعية، و (الاقتراح ) في أصول النحو، و (الاكليل في استنباط التنزيل) و (الألفاظ المعربة ) و (الألفية في مصطلح الحديث)
و (الألفية في النحو) واسمها (الفريدة) وله شرح عليها، و (إنباه الاذكياء لحياة الانبياء ) رسالة، و (بغية الوعاة، في طبقات اللغويين والنحاة ) و (التاج في إعراب مشكل المنهاج ) و (تاريخ أسيوط) و (تاريخ الخلفاء) و (التحبير لعلم التفسير ) و (تحفة المجالس ونزهة المجالس) و (تحفة الناسك ) و (تدريب الراوي ) في شرح تقريب النواوي، و (ترجمان القرآن ) و (تفسير الجلالين ) و (تنوير الحوالك في شرح موطأ الامام مالك ) و (الجامع الصغير ) في الحديث، و (جمع الجوامع، ويعرف بالجامع الكبير) ستة أجزاء، كتب سنة 973 في خزانة القرويين وفي الظاهرية، و (الحاوي للفتاوي ) و (حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة و(الخصائص والمعجزات النبوية)
و (در السحابة، في مَن دخل مصر من الصحابة ) و (الدر المنثور في التفسير بالمأثور ) ستة أجزاء، و (الدر النثير في تلخيص نهاية ابن الأثير ) و (الدراري في أبناء السراري ) و (الدرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة ) و (الديباج على صحيح مسلم بن الحجاج ) و (ديوان الحيوان ) اختصره من حياة الحيوان للدميري، وقد ترجم إلى اللاتينية، و (رشف الزلال ) ويعرف بمقامة النساء، و (زهر الربى ) في شرح سنن النسائي، و (زيادات الجامع الصغير ) مرتبة على الحروف، و (السبل الجلية في الآباء العلية ) و (شرح شواهد المغني ) سماه (فتح القريب) و (الشماريخ في علم التاريخ ) رسالة، و (صون المنطق والكلام، عن فن المنطق والكلام ) و (طبقات الحفاظ ) و (طبقات المفسرين ) و (عقود الجمان في المعاني والبيان ) أرجوزة، و (عقود الزبرجد على مسند الامام أحمد ) و (قطف الثمر في موافقات عمر) و (كوكب الروضة ) في ذكر جزيرة الروضة (مقامات ) 24 رسالة في مباحث مختلفة، بخزانة الرباط (د 296) و (اللآلي المصنوعة في الاحاديث الموضوعة ) و (لب اللباب في تحرير الانساب ) و (لباب النقول في أسباب النزول ) و (ما رواه الأساطين في عدم المجئ إلى السلاطين ) و (متشابه القرآن ) و (مجموعان) مخطوطان، يشتملان على 43 رسالة – ذكر أسماءها حبيب الزيات في (خزائن الكتب) – و (المحاضرات والمحاورات) و (المذهب في ما وقع في القرآن من المعرب ) و (المزهر ) في اللغة، و (مسالك الحنفا في والدي المصطفى ) و (المستطرف من أخبار الجواري ) و (مشتهى العقول في منتهى النقول ) و (مصباح الزجاجة ) في شرح سنن ابن ماجه، و (مفحمات الأقران في مبهمات القرآن ) و (مقامات ) في الأدب، و (مناقب أبي حنيفة ) و (مناقب مالك ) و (مناهل الصفا في تخريج أحاديث الشفا ) و (المنجم في المعجم ) ترجم به أشياخه، و (نزهة الجلساء في أشعار النساء ) في الظاهرية، و (النفحة المسكية والتحفة المكية – خ) في عدة علوم، و (نواهد الابكار – خ) حاشية على البيضاوي، و (همع الهوامع ) في النحو، و (الوسائل إلى معرفة الاوائل – خ) وغير ذلك .
وانصرف إلى الجمع والتأليف وهو صغير, فبلغت عدة مؤلفاته نحو ستمائة, ما بين رسائل في ورقة, أو ورقتين, وكتب في عدة مجلدات، والغالب في مصنفاته تلخيص كتب الآخرين, فقيمتها العلمية توزن بقدر ما لصاحب الأصل مِن التحقيق، والتضارب الواقع بين أقواله في كتبه, إنّما يأتي من اختلاف آراء أصحاب الكتب, التي يقوم هو باختصارها, حيث لا يتسع له الوقت لتمحيصها وترجيح الراجح منها..
قال تلميذه الشمس الداوودي المالكي مؤلف طبقات المفسرين الكبرى:
عاينتُ الشيخ, وقد كتب في يوم واحد ثلاثة كراريس, تأليفا وتحريرا, وكان مع ذلك يملي الحديث, ويجيب عن المتعارض منه بأجوبة حسنة اه.
ومَن يكون بهذا الإسراع طول عمره, لا يتسنّى له تحقيق ما يدوّنه, بل كثيرا ما تفوته مواضع الفائدة من الأصول التى يلخصها…
وفاته:
وكانت وفاته في سحر ليلة الجمعة (19) جمادى الأولى, سنة 911 ه.
ودفن في “حوش قوصون” خارج باب القرافة, بمصر. كما في ذيل الشعراني والكواكب السائرة والشذرات.
و”حوش قوصون” هذا تحت القلعة لا عند جامعه الكبير على ما حقّقه أحمد تيمور باشا في كتابه (قبر الإمام السيوطي). أغدق الله على ضريحه سحائب رحمته وأدخله فسيح جنّته.
الكاتب: الشيخ أبو محمد البلوشي
*****************************
من مراجع الترجمة:
الأعلام للزركلي – (ج 3 / ص 302)
طبقات المفسرين – للإمام السيوطي (ج 1 / ص 1)
ذيل تذكرة الحفاظ – للذهبي (المقدمة بقلم الكوثري) (ج 1 / ص 6)
منهج الإمام السيوطي وجهوده في علوم القرآن والتفسير. رسالة الدكتوراه. إعداد: الحسن بن سوردي . جامعة محمد الخامس , الرباط.
أزهار الرياض في أخبار القاضي عياض – (ج 1 / ص 254)
سعيد- المساهمات : 178
تاريخ التسجيل : 18/07/2012
مواضيع مماثلة
» شخصيات عراقية
» ناصر الدين الأسد
» الدكتور محمد عوض تاج الدين وزير الصحة )2002-2005(
» إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة اسكندرية السابق
» ناصر الدين الأسد
» الدكتور محمد عوض تاج الدين وزير الصحة )2002-2005(
» إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة اسكندرية السابق
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى