المؤرخ حسين أمين
المؤرخ حسين أمين
المؤرخ العراقي حسين أمين
اسمه : حسين امين بن عبد المجيد العنزي
ولد سنة 1925في بغداد.؛ وتوفي يوم 24 مارس 2013 فى عمان
سيرته :
ولد في بغداد في محلةالطوب عام 1343هـ/1925م،
ودرس المرحلة الابتدائية في المدرسة المأمونية ابتداء من عام 1931،
وتابع دراسته في المتوسطة الغربية
، ثم دخل الثانوية المركزية عام 1941،
وفي سنة1945التحق بدار المعلمين الابتدائية القسم العالي،
وبعدها في مدرسة تطبيقات دار المعلمين الابتدائية.
سافر إلى مصر لاكمال دراسته والتحق بجامعة الإسكندرية وحصل منها علي الليسانس ثم على الماجستير عام 1958بتقدير،
وحصل على الدكتوراه سنة 1962 وكان أول عراقي ينال الدكتوراه من جامعة الإسكندريةفي التاريخ الإسلامي وأول عربي يحصل على الجائزة التقديرية من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
كان اول طالب عربي يحصل من هذه الجامعة على الدكتوراه ونال جائزة تقديرية من عند الرئيس المصري جمال عبد الناصر.
نشاطه السياسي في المراحل الدراسية :
عندما كان يدرس في (المتوسطة الغربية) بدأ هو وزملائه في تكوين جمعية ثقافية وطنية باسم ( الشبيبة العربية). وفي سنة 1939، واثر مقتل الملك غازي رحمه الله ( نيسان 1939)، كان أول نشاط سياسي له حيث قام ومجموعة من الاصدقاء بتوزيع منشور يندد بقتل الملك غازي عام 1939 وقام هو بقيادة تظاهرة كبيرة، دعت الشعب إلى الثورة ضد الحكومة المتواطئة مع الأجنبي في قتل الملك غازي. وقد اعتقل وعدد من زملائه وقدم إلى المجلس العرفي الذي حكم عليهم بدفع غرامة مالية.
ثاني أكبر نشاط سياسي له كان اختياره ضابطاً للارتباط بين الضباط الأحرار قبل حركة 14 تموز 1958 والرئيس الراحل عبد الناصر بواسطة الليثي عبد الناصر زميله في الدراسة.كان الأستاذ حسين أمين مؤرخا جيدا وباحثا ممتازا ووجها إذاعياوتلفازيا، اشتهر بين الناس لكثرة ما كان يقدمه من برامج في التلفازعن التاريخ والتراث.
اشتهر بظهوره في عقد الستينيات ببرامج التلفاز حيث قدم برنامج ثقافي عن التاريخ في تلفاز العراق باسم (ثقافة الاسبوع).
قال عنهُ الاستاذ إبراهيم خليل العلاف: ((أرتبطت مع الاستاذ الدكتور حسين أمين بروابط التلمذة والمحبة والزمالة، وقد أرسل قبل أيام رسالة يدعوني فيها للمشاركة في انتخابات (الجمعية التاريخية العراقية) التي حرص على إعادة إحيائها بعد الاحتلال في التاسع من نيسان 2003 ولم تتيسر الفرصة لأحضر انتخابات الجمعية في بغداد وقد علمت بأنها جرت وفاز الدكتور أمين برئاستها وقد أرسلت له رسالة قدمت فيها تهنئتي لهُ. وأعربت عن استعدادي للتعاون معه خدمة لحركة التاريخ والمؤرخين في عراقنا العزيز، وكتب عنه صديقنا الأستاذ حميد المطبعي بضعة أسطر في (موسوعة أعلام العراق في القرن العشرين)، الجزء الأول، والتي نشرتها دار الشؤون الثقافية العامة ببغداد سنة 1995 فقال : إن الدكتور حسين أمين من مواليد محلة الطوب قرب الباب المعظم ببغداد سنة 1925، وهذه المحلة مجاورة لأحد أبواب بغداد العباسية وهو باب السلطان والذي صار فيما بعد يسمى بالباب المعظم . درس في (المأمونية الابتدائية) وفي (المتوسطة الغربية) وفي هذه المدرسة بدأ هو وزملائه في تكوين جمعية ثقافية وطنية باسم ( الشبيبة العربية). "
أسس الدكتور حسين أمين ( الجمعية التاريخية العراقية) وأصبح رئيسا لها منذ بداية السبعينات من القرن العشرين ، ثم انتخب أول أمين عام لاتحاد المؤرخين العرب . قدم أكثر من 650 حديثاً للإذاعة في قضايا التراث والتاريخ. كما شارك في مؤتمرات تاريخية عراقية وعربية وأجنبية عديدة. وهو عضو في الجمعية التاريخية الدولية ومقرها باريس. وقد كانت لهُ صلات وثيقة بالكثير من المؤسسات الثقافية العربية والعالمية. ولقد أختارته جامعة مارتن لوثر بألمانيا سنة 1970 ليكون أستاذا زائرا فيها. وقد ألقى كذلك محاضرات عامة في جامعات عديدة، منها جامعات أكسفورد وكمبرج وأدنبرة وبرلين وميونيخ وفرانكفورت ومدريد وبراغ وليبزغ. وقد تركزت محاضراته حول التعليم الإسلامي والمؤسسات الجامعية العربية وجوانب من الحضارة العربية والإسلامية.
كان يتحدث عن فلسفته فيقول انه ينتهل كل رأي مصيب لأي إنسان و((الاصطفاء لما أرى من أخلاقهِ الفاضلة، فان اللؤلؤة الناردة والغالية لا تهان لهوان غائصها الذي أستخرجها من قاع البحر)).
ضيفته جريدة الثورة (البغدادية) بعددها الصادر في الثاني من تموز سنة 2000 قائلة عنه: (( بأنه المؤرخ الذي لم يخرج من صومعة التاريخ منذ 70 عاماً ))
وعندما سأله السيد جمال الأسدي عن ماذا يحرص عليه عند الكتابة قال : " أحرص على إبراز تراثنا العربي الخالد، وان اجعل الحضارة العربية وحياة المجتمع العربي الأساس الذي يدور عليه التاريخ، وأحرص على أن اجعل القاريء يتذوق هذا الحاضر بعد أن أقدم لهُ صوراً من تراث الآباء والأجداد، واظهر وحدة الأمة العربية واصالة الروابط بين ابناء الشعب العربي في جميع العصور التاريخية، برغم تعدد حكوماتها واختلاف التوجهات السياسية لكل منها وبهذا أكون عامل توفيق لا عامل تفريق، ويمكن بهذا أن أكون مصلحاً أكثر مني رافضاً أو ثائراً "
.وفي جوابهِ على سؤال يتعلق بالدرس الذي استفاده من دراسة التاريخ قال: " منذ ان بدأت بتعليم ودراسة التاريخ بحدود 1933، وحتى اليوم (2000)، تعرفت على الإنسان منذ ظهوره وتطوره، وتعرفت على شخصيات متعددة في مختلف طبائعها وميولها وعقائدها، وتعرفت على أصحاب المباديء والمعتقدات وغير ذلك من المواضيع التاريخية، التي ستمنحني الصبر وبالتالي في اتخاذ القرار. كما علمتني دراساتي التاريخية معنى المواطنة ومعنى الدفاع عن الوطن، والإقتداء بالمصلحين "
رأيه في علم التاريخ :
والتاريخ عند الأستاذ الدكتور حسين أمين، سيد العلوم، وفي هذا المجال يقول إنه يكفي التاريخ انه يؤرخ لكل العلوم ولكل صنوف المعرفة فهو سجل للحوارات التي أثرت في حياة الإنسان، وهو يعني أيضاً بتوضيح العلاقة السببية بين السابق واللاحق من الحوادث الاجتماعية، وبهذا المعنى فان التاريخ بنظر الدكتور أمين ((هو الذي يلهمنا كيف نواجه الاحداث، ونتعامل مع الأزمات )).
وحول الفرق بين (المؤرخ) و(السياسي) يقول الدكتور حسين أمين، بأننا اذا كنا نؤمن بإن التاريخ كما يقول المؤرخ البريطاني سيلي، سياسة ماضية، وان السياسة تاريخ حاضر، فان المؤرخ هو الذي ينظر إلى الماضي ويتعرض للحاضر كنتيجة، أي انه يحلل الماضي ليتنبأ بالحاضر وعندها تكون السياسة تحليلا لحاضر يساعدنا في التنبؤء بالمستقبل ومن كل الوجوه يكون المؤرخ هو الذي يخلق السياسة.
وبشأن موقفه من التراث، فان الدكتور حسين أمين يؤكد "ان التراث ليس فقط هو ما متواجد في المتاحف أو المخازن، إنما هذا التراث يتجدد ويتطور بما نبذل نحن من جهود مخلصة من أجل الحفاظ عليه. والاعتبار به وتجديده بالشكل الذي يليق وتاريخ أمتنا الخالد ".
وقد تحدث كثيراً حول هذا الموضوع في حوار أجراهُ معه الأستاذ جمعة عبد الصبور ونشره في مجلة الثقافة العربية (الليبية)، عدد مارس 1979 وقال : "ان الباحثين ، عربا وأجانب ، وضعوا أيديهم على كنز هائل من التراث الفكري العربي والإسلامي والذي هو حصيلة ضخمة وكبيرة ونافعة لمسيرة وديمومة حياتها من اجل الغد الأفضل، ومن واجب المؤرخين التأكيد بان التراث ليس شيئا جامدا ولابد من استلهامه واستحضار جوانبه الناصعة وتقديمها لأجيالنا الصاعدة "
وحينما سأله المحاور عن سبب اهتمامه بالفيلسوف والإمام الغزالي حتى انه حقق كتاب ( المقدمة في التصوف) للإمام ابي عبد الرحمن السلمي البغدادي المتوفى سنة (12 هجرية / 1021م) قال : "ان الغزالي بدأ شاكا ورافضاً ثم انتهى متصوفاً ؛وقد أعجبت به لهذا فان اتجاهي ثوري، ولكن أميل للتصوف! ".
وقد أكد الدكتور حسين أمين بان العرب أجادوا كتابة التاريخ ، وبصفة خاصة كتابة المعاجم ، وحوليات التاريخ (أي التاريخ المرتب على حوادث السنين وقبل أن يظهر ابن خلدون ، ظهر مؤرخون عرب ثقاة ، فنحن نعتبرهم الرواد الأوائل في التقصي والبحث العلمي المجرد ومن هؤلاء الطبري والبلاذري والمسعودي وابن الأثير. الذين كتبوا تاريخ الأمة منذ نشأتها وأضاف (( الصحيح ان بعضهم كان يعمل على سرد الحوادث ولكن الصفة الواضحة. انه كان يقدم تلك المادة بأمانة ونزاهة .. وظهر ابن خلدون بعدهم، فجاء بطريقته العلمية وبنظرته الموضوعية، حيث ربط حدوث بعض الحوادث بمسببات قد تكون اقتصادية او طبيعية )) . وقد اثبت العرب ان ما كتبه مؤرخوهم يتميز بالاصالة فهم لم يكونوا عالة على غيرهم.
.كان د. حسين أمين يؤكد باستمرار " أولا نحن عرب بالدرجة الأولى أصالتنا عربية ولكننا نؤمن بالإسلام لأنه ديننا ومعتقدنا والجزيرة العربية او الوطن العربي هو عربي بالأصل، ثم جاء الإسلام فوحد تفكيرنا وهذب نفوسنا والعرب مادة الإسلام والتفريق بين العروبة والإسلام هو عمل صعب "
كان د. حسين أمين يؤمن بان على المؤرخ ان يمارس دورا فاعلا في بناء نهضة أمته ، لذلك بذل خلال السنوات الأربعين الماضية جهودا حثيثة لجمع المؤرخين العراقيين (في الجمعية التاريخية العراقية ) والمؤرخين العرب ( في اتحاد المؤرخين العرب) ، وقد كان وراء عقد الكثير من الندوات والمؤتمرات التاريخية في عدد من البلدان العربية وكان همه الكبير هو دراسة الأوضاع العربية الراهنة ومعرفة موقف المؤرخين منها .. وقد جاء موقفه هذا مبنيا على فكرة ملخصها : (( إن المؤرخ هو المفكر القادر على تقويم الوضع العربي الماضي والراهن بأسلوب علمي ورؤية معاصرة نابعة من إيماننا القومي )).
من مؤلفاته
ألف مجموعة من الكتب منها:
المدرسة المستنصرية - بغداد 1960.
الامام الغزالي فقيها - بغداد 1963.
تاريخ العراق في العصر السلجوقي - بغداد 1965.
شط العرب ووضعه التاريخي - بغداد 1981.
القدس وعلاقتها ببعض المدن والعواصم الإسلامية - بغداد 1988.
زرقاء اليمامة- بغداد 1988.
تاريخ التربية والتعليم في الإسلام.
التاريخ الإسلامي.
حقق كتاب مقدمة في التصوف السلمي بغداد 1984.
ونشرت له مئات البحوث والدراسات والمقالات المنشورة في مجلات علمية رصينة.
كما ترجم كتبا من لغات أجنبية إلى اللغة العربية ومن ذلك ترجمته كتاب ( العراضة في الحكاية السلجوقية) الذي ألفه الوزير محمد بن محمد الحسين اليزدي المتوفي سنة 743هـ (1342م).
وفاته :
في يوم 12 جمادى الأولى 1434 هـ الموافق 24 آذار 2013م، توفي د. حسين أمين في العاصمة الأردنية عمان، ودفن في مساء اليوم التالي في محافظة كربلاء في العراق ، وسط حضور وتمثيل رسمي من قبل اتحاد المؤرخين العرب ببغداد وبعض الشخصيات الحكومية.
المصادر:
- (موسوعة المؤرخين العراقيين المعاصرين) للاستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف تنشرها مجلة علوم إنسانية .
- (حسين امين مؤرخا) للدكتور جمال الدين فالح الكيلاني ، مجلة الديار اللندنية ، 2012م .
- جريدة الثورة (البغدادية) بعددها الصادر في الثاني من تموز سنة 2000
- مجلة الثقافة العربية (الليبية)، السنة (6) العدد (3)، مارس ـ آذار 1979
اسمه : حسين امين بن عبد المجيد العنزي
ولد سنة 1925في بغداد.؛ وتوفي يوم 24 مارس 2013 فى عمان
سيرته :
ولد في بغداد في محلةالطوب عام 1343هـ/1925م،
ودرس المرحلة الابتدائية في المدرسة المأمونية ابتداء من عام 1931،
وتابع دراسته في المتوسطة الغربية
، ثم دخل الثانوية المركزية عام 1941،
وفي سنة1945التحق بدار المعلمين الابتدائية القسم العالي،
وبعدها في مدرسة تطبيقات دار المعلمين الابتدائية.
سافر إلى مصر لاكمال دراسته والتحق بجامعة الإسكندرية وحصل منها علي الليسانس ثم على الماجستير عام 1958بتقدير،
وحصل على الدكتوراه سنة 1962 وكان أول عراقي ينال الدكتوراه من جامعة الإسكندريةفي التاريخ الإسلامي وأول عربي يحصل على الجائزة التقديرية من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
كان اول طالب عربي يحصل من هذه الجامعة على الدكتوراه ونال جائزة تقديرية من عند الرئيس المصري جمال عبد الناصر.
نشاطه السياسي في المراحل الدراسية :
عندما كان يدرس في (المتوسطة الغربية) بدأ هو وزملائه في تكوين جمعية ثقافية وطنية باسم ( الشبيبة العربية). وفي سنة 1939، واثر مقتل الملك غازي رحمه الله ( نيسان 1939)، كان أول نشاط سياسي له حيث قام ومجموعة من الاصدقاء بتوزيع منشور يندد بقتل الملك غازي عام 1939 وقام هو بقيادة تظاهرة كبيرة، دعت الشعب إلى الثورة ضد الحكومة المتواطئة مع الأجنبي في قتل الملك غازي. وقد اعتقل وعدد من زملائه وقدم إلى المجلس العرفي الذي حكم عليهم بدفع غرامة مالية.
ثاني أكبر نشاط سياسي له كان اختياره ضابطاً للارتباط بين الضباط الأحرار قبل حركة 14 تموز 1958 والرئيس الراحل عبد الناصر بواسطة الليثي عبد الناصر زميله في الدراسة.كان الأستاذ حسين أمين مؤرخا جيدا وباحثا ممتازا ووجها إذاعياوتلفازيا، اشتهر بين الناس لكثرة ما كان يقدمه من برامج في التلفازعن التاريخ والتراث.
اشتهر بظهوره في عقد الستينيات ببرامج التلفاز حيث قدم برنامج ثقافي عن التاريخ في تلفاز العراق باسم (ثقافة الاسبوع).
قال عنهُ الاستاذ إبراهيم خليل العلاف: ((أرتبطت مع الاستاذ الدكتور حسين أمين بروابط التلمذة والمحبة والزمالة، وقد أرسل قبل أيام رسالة يدعوني فيها للمشاركة في انتخابات (الجمعية التاريخية العراقية) التي حرص على إعادة إحيائها بعد الاحتلال في التاسع من نيسان 2003 ولم تتيسر الفرصة لأحضر انتخابات الجمعية في بغداد وقد علمت بأنها جرت وفاز الدكتور أمين برئاستها وقد أرسلت له رسالة قدمت فيها تهنئتي لهُ. وأعربت عن استعدادي للتعاون معه خدمة لحركة التاريخ والمؤرخين في عراقنا العزيز، وكتب عنه صديقنا الأستاذ حميد المطبعي بضعة أسطر في (موسوعة أعلام العراق في القرن العشرين)، الجزء الأول، والتي نشرتها دار الشؤون الثقافية العامة ببغداد سنة 1995 فقال : إن الدكتور حسين أمين من مواليد محلة الطوب قرب الباب المعظم ببغداد سنة 1925، وهذه المحلة مجاورة لأحد أبواب بغداد العباسية وهو باب السلطان والذي صار فيما بعد يسمى بالباب المعظم . درس في (المأمونية الابتدائية) وفي (المتوسطة الغربية) وفي هذه المدرسة بدأ هو وزملائه في تكوين جمعية ثقافية وطنية باسم ( الشبيبة العربية). "
أسس الدكتور حسين أمين ( الجمعية التاريخية العراقية) وأصبح رئيسا لها منذ بداية السبعينات من القرن العشرين ، ثم انتخب أول أمين عام لاتحاد المؤرخين العرب . قدم أكثر من 650 حديثاً للإذاعة في قضايا التراث والتاريخ. كما شارك في مؤتمرات تاريخية عراقية وعربية وأجنبية عديدة. وهو عضو في الجمعية التاريخية الدولية ومقرها باريس. وقد كانت لهُ صلات وثيقة بالكثير من المؤسسات الثقافية العربية والعالمية. ولقد أختارته جامعة مارتن لوثر بألمانيا سنة 1970 ليكون أستاذا زائرا فيها. وقد ألقى كذلك محاضرات عامة في جامعات عديدة، منها جامعات أكسفورد وكمبرج وأدنبرة وبرلين وميونيخ وفرانكفورت ومدريد وبراغ وليبزغ. وقد تركزت محاضراته حول التعليم الإسلامي والمؤسسات الجامعية العربية وجوانب من الحضارة العربية والإسلامية.
كان يتحدث عن فلسفته فيقول انه ينتهل كل رأي مصيب لأي إنسان و((الاصطفاء لما أرى من أخلاقهِ الفاضلة، فان اللؤلؤة الناردة والغالية لا تهان لهوان غائصها الذي أستخرجها من قاع البحر)).
ضيفته جريدة الثورة (البغدادية) بعددها الصادر في الثاني من تموز سنة 2000 قائلة عنه: (( بأنه المؤرخ الذي لم يخرج من صومعة التاريخ منذ 70 عاماً ))
وعندما سأله السيد جمال الأسدي عن ماذا يحرص عليه عند الكتابة قال : " أحرص على إبراز تراثنا العربي الخالد، وان اجعل الحضارة العربية وحياة المجتمع العربي الأساس الذي يدور عليه التاريخ، وأحرص على أن اجعل القاريء يتذوق هذا الحاضر بعد أن أقدم لهُ صوراً من تراث الآباء والأجداد، واظهر وحدة الأمة العربية واصالة الروابط بين ابناء الشعب العربي في جميع العصور التاريخية، برغم تعدد حكوماتها واختلاف التوجهات السياسية لكل منها وبهذا أكون عامل توفيق لا عامل تفريق، ويمكن بهذا أن أكون مصلحاً أكثر مني رافضاً أو ثائراً "
.وفي جوابهِ على سؤال يتعلق بالدرس الذي استفاده من دراسة التاريخ قال: " منذ ان بدأت بتعليم ودراسة التاريخ بحدود 1933، وحتى اليوم (2000)، تعرفت على الإنسان منذ ظهوره وتطوره، وتعرفت على شخصيات متعددة في مختلف طبائعها وميولها وعقائدها، وتعرفت على أصحاب المباديء والمعتقدات وغير ذلك من المواضيع التاريخية، التي ستمنحني الصبر وبالتالي في اتخاذ القرار. كما علمتني دراساتي التاريخية معنى المواطنة ومعنى الدفاع عن الوطن، والإقتداء بالمصلحين "
رأيه في علم التاريخ :
والتاريخ عند الأستاذ الدكتور حسين أمين، سيد العلوم، وفي هذا المجال يقول إنه يكفي التاريخ انه يؤرخ لكل العلوم ولكل صنوف المعرفة فهو سجل للحوارات التي أثرت في حياة الإنسان، وهو يعني أيضاً بتوضيح العلاقة السببية بين السابق واللاحق من الحوادث الاجتماعية، وبهذا المعنى فان التاريخ بنظر الدكتور أمين ((هو الذي يلهمنا كيف نواجه الاحداث، ونتعامل مع الأزمات )).
وحول الفرق بين (المؤرخ) و(السياسي) يقول الدكتور حسين أمين، بأننا اذا كنا نؤمن بإن التاريخ كما يقول المؤرخ البريطاني سيلي، سياسة ماضية، وان السياسة تاريخ حاضر، فان المؤرخ هو الذي ينظر إلى الماضي ويتعرض للحاضر كنتيجة، أي انه يحلل الماضي ليتنبأ بالحاضر وعندها تكون السياسة تحليلا لحاضر يساعدنا في التنبؤء بالمستقبل ومن كل الوجوه يكون المؤرخ هو الذي يخلق السياسة.
وبشأن موقفه من التراث، فان الدكتور حسين أمين يؤكد "ان التراث ليس فقط هو ما متواجد في المتاحف أو المخازن، إنما هذا التراث يتجدد ويتطور بما نبذل نحن من جهود مخلصة من أجل الحفاظ عليه. والاعتبار به وتجديده بالشكل الذي يليق وتاريخ أمتنا الخالد ".
وقد تحدث كثيراً حول هذا الموضوع في حوار أجراهُ معه الأستاذ جمعة عبد الصبور ونشره في مجلة الثقافة العربية (الليبية)، عدد مارس 1979 وقال : "ان الباحثين ، عربا وأجانب ، وضعوا أيديهم على كنز هائل من التراث الفكري العربي والإسلامي والذي هو حصيلة ضخمة وكبيرة ونافعة لمسيرة وديمومة حياتها من اجل الغد الأفضل، ومن واجب المؤرخين التأكيد بان التراث ليس شيئا جامدا ولابد من استلهامه واستحضار جوانبه الناصعة وتقديمها لأجيالنا الصاعدة "
وحينما سأله المحاور عن سبب اهتمامه بالفيلسوف والإمام الغزالي حتى انه حقق كتاب ( المقدمة في التصوف) للإمام ابي عبد الرحمن السلمي البغدادي المتوفى سنة (12 هجرية / 1021م) قال : "ان الغزالي بدأ شاكا ورافضاً ثم انتهى متصوفاً ؛وقد أعجبت به لهذا فان اتجاهي ثوري، ولكن أميل للتصوف! ".
وقد أكد الدكتور حسين أمين بان العرب أجادوا كتابة التاريخ ، وبصفة خاصة كتابة المعاجم ، وحوليات التاريخ (أي التاريخ المرتب على حوادث السنين وقبل أن يظهر ابن خلدون ، ظهر مؤرخون عرب ثقاة ، فنحن نعتبرهم الرواد الأوائل في التقصي والبحث العلمي المجرد ومن هؤلاء الطبري والبلاذري والمسعودي وابن الأثير. الذين كتبوا تاريخ الأمة منذ نشأتها وأضاف (( الصحيح ان بعضهم كان يعمل على سرد الحوادث ولكن الصفة الواضحة. انه كان يقدم تلك المادة بأمانة ونزاهة .. وظهر ابن خلدون بعدهم، فجاء بطريقته العلمية وبنظرته الموضوعية، حيث ربط حدوث بعض الحوادث بمسببات قد تكون اقتصادية او طبيعية )) . وقد اثبت العرب ان ما كتبه مؤرخوهم يتميز بالاصالة فهم لم يكونوا عالة على غيرهم.
.كان د. حسين أمين يؤكد باستمرار " أولا نحن عرب بالدرجة الأولى أصالتنا عربية ولكننا نؤمن بالإسلام لأنه ديننا ومعتقدنا والجزيرة العربية او الوطن العربي هو عربي بالأصل، ثم جاء الإسلام فوحد تفكيرنا وهذب نفوسنا والعرب مادة الإسلام والتفريق بين العروبة والإسلام هو عمل صعب "
كان د. حسين أمين يؤمن بان على المؤرخ ان يمارس دورا فاعلا في بناء نهضة أمته ، لذلك بذل خلال السنوات الأربعين الماضية جهودا حثيثة لجمع المؤرخين العراقيين (في الجمعية التاريخية العراقية ) والمؤرخين العرب ( في اتحاد المؤرخين العرب) ، وقد كان وراء عقد الكثير من الندوات والمؤتمرات التاريخية في عدد من البلدان العربية وكان همه الكبير هو دراسة الأوضاع العربية الراهنة ومعرفة موقف المؤرخين منها .. وقد جاء موقفه هذا مبنيا على فكرة ملخصها : (( إن المؤرخ هو المفكر القادر على تقويم الوضع العربي الماضي والراهن بأسلوب علمي ورؤية معاصرة نابعة من إيماننا القومي )).
من مؤلفاته
ألف مجموعة من الكتب منها:
المدرسة المستنصرية - بغداد 1960.
الامام الغزالي فقيها - بغداد 1963.
تاريخ العراق في العصر السلجوقي - بغداد 1965.
شط العرب ووضعه التاريخي - بغداد 1981.
القدس وعلاقتها ببعض المدن والعواصم الإسلامية - بغداد 1988.
زرقاء اليمامة- بغداد 1988.
تاريخ التربية والتعليم في الإسلام.
التاريخ الإسلامي.
حقق كتاب مقدمة في التصوف السلمي بغداد 1984.
ونشرت له مئات البحوث والدراسات والمقالات المنشورة في مجلات علمية رصينة.
كما ترجم كتبا من لغات أجنبية إلى اللغة العربية ومن ذلك ترجمته كتاب ( العراضة في الحكاية السلجوقية) الذي ألفه الوزير محمد بن محمد الحسين اليزدي المتوفي سنة 743هـ (1342م).
وفاته :
في يوم 12 جمادى الأولى 1434 هـ الموافق 24 آذار 2013م، توفي د. حسين أمين في العاصمة الأردنية عمان، ودفن في مساء اليوم التالي في محافظة كربلاء في العراق ، وسط حضور وتمثيل رسمي من قبل اتحاد المؤرخين العرب ببغداد وبعض الشخصيات الحكومية.
المصادر:
- (موسوعة المؤرخين العراقيين المعاصرين) للاستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف تنشرها مجلة علوم إنسانية .
- (حسين امين مؤرخا) للدكتور جمال الدين فالح الكيلاني ، مجلة الديار اللندنية ، 2012م .
- جريدة الثورة (البغدادية) بعددها الصادر في الثاني من تموز سنة 2000
- مجلة الثقافة العربية (الليبية)، السنة (6) العدد (3)، مارس ـ آذار 1979
group- المساهمات : 380
تاريخ التسجيل : 04/01/2009
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى